نظره بعيون مصريه
صفحة 1 من اصل 1
نظره بعيون مصريه
صبــاح الخيـــر يا مصـــر
كعادتى عندما استعد لمسيره جديده من مقر عملى بميدان لاظوغلى الى ميدان عبد المنعم رياض , وضعت سماعة موبايلى فى اذنى و ضغطت على زر تشغيل الاغانى ثم رفعت مستوى الصوت لاعلى درجه , مررت بداية كالعاده بجوار وزارة الداخليه ناظرا باشمئزاز تجاه الجنود و الضباط المحيطين بها ( اغنية شجر الليمون لمحمد منير ) متذكرا صديقى محمد الشرقاوى و ماساته فى احد اقسامهم , زدت من سرعة خطواتى مع شعور عارم بالضعف و قلة الحيله تجاه تلك القلعه الحصينه التى تحوى ما لذ و طاب من جزارين و ساديين و مشعوذين يلعبون بالبيضه و الحجر ليبسطوا سيطرتهم على عقل ساكن العروبه ثم على اجساد ساكنى المحروسه ..
*****
شارع ثم الثانى يسارا , شارع محمد محمود , الجامعه الامريكيه و كافيه كوستا و سيلانترو , بيتزا هات و كنتاكى , تدور رقبتى يمينا و يسارا حتى لتوشك على الانفلات و الدحرجه بين اقدام اجمل بنات القاهره ( فارس احلامى لشاديه ), و اغنى بنات القاهره ايضا , الواحده منهن تدفع مصاريف سنويه تعادل مرتب موظف محترم فى الحكومه طوال عمره الوظيفى , ماساه ان تسير بينهن معتقدا انك من بنى البشر مثلهن , امتار قليله تفصلهن عن شحاذى مترو الانفاق و متسولى المجمع و اطفال الشوارع تحت كوبرى 6 اكتوبر , كلا يغنى على ليلاه ...
*****
ميدان التحرير , اكبر ميدان فى الجمهوريه , احد كبار الصحفيين العرب علق ذات مره على موضة ميادين التحرير فى الوطن العربى قائلا " كلما ذهبت لدوله عربيه و وجدت فيها ميدان يسمى التحرير كتمت ضحكتى " ( حدوته مصريه لمحمد منير ) , تذكرت المظاهرات الحاشده اعتراضا على ساكن العروبه و افعاله , تذكرت اعتصامنا امام شركة بنها للاليكترونيات و الذى بدا ب 200 معتصم و 2000 جندى و ضابط امن مركزى و الذى انتهى بفض الاعتصام رغم ان الاغلبيه وافقت على مده لاجل غير مسمى , تذكرت نظرات الهوان و الذل و العجز التى كان تظهر فى عيون الماره عندما يروننا رافعين لافتات الاحتجاج و نهتف حتى تنبح حناجرنا مطالبين بالاصلاح , مبارك شعب مصر ...*****
اعبر الشارع متجها ناحية المتحف المصرى , طوابير السائحين تصنع ارصفه موزايه لرصيف شارع التحرير , انظر لاوتوبيساتهم الفخمه فيحجب عنى رؤيه 810 المتجه من حدائق القبه للعمرانيه , عسكرى و امين شرطه و ضابط تامين المتحف يهبون واقفين لاستقبال السائحين بوجوه بشوشه مرحبه يملؤها الحبور , فيما تتهادى الى اذنى اصوات طرقعه تشى بمعركه لتبادل الصفعات , انظر فاجد امين شرطه عند اشارة المرور التى تفصل بين شارع التحرير و شارع رمسيس ينفرد بعزف منفرد على وجه و(قفا) سائق تاكسى يبدو عليه الاحترام و المذله فى ان واحد , لا اعرف سبب المعركه الغير متكافئه و لا وقت لدى لمحاولة المعرفه ...*****
تتجه قدامى لميدان عبد المنعم رياض , اعبر الشارع مره اخرى لامارس طقس مقدس من طقوسى اليوميه , العبور اسفل تمثال الشهيد عبد المنعم رياض , انظر له فاشعر به " دوما " ينظر لى , تتعلق نظراتى بوقفته الشامخه التى تذكرنى بعصر للابطال مضى , و عصر حالى لابطال من نوع اخر , نتبادل النظرات فيخفق قلبى عندما ارى نقطة ماء تسيل بين عينيه , اضع عينى فى الارض منهزما فيما ارى نقاط ماء تسيل بين اقدامى , استعد لركوب اوتوبيس 566 المتجه من ميدان عبد المنعم رياض للكنيسه , عبد الحليم يغنى ( عدى النهار )...*****
ملحوظــه : هذا الموضوع ليس من كتاباتى و لكن يخص أحد اصدقائى و لم يكتبه إلا لخواطره الشخصيــه وكل كلمه فيه مر بها فعليــا و هو من أحد سكان مدينــه القاهره الحزينــه ... و كم أثرت بى تلك الكلمـــات ...*****
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى