نعم للاقتصادر الحر.......لاللفكر الحر!!!!!

**Admin** الخميس أغسطس 19, 2010 4:17 am

لقد تم سيطرة نظرية الاقتصاد الحر على مجتمعاتنا بل وتم تنفيذها إلى حد وضع الخطوط النهائية لهذه النظرية ، ومن الواضح أن المؤسسات التابعة للدول تساعد هذا الاقتصاد الحر لدرجة أن هذه الحكومات أصبحت شريكا أساسيا في مثل هذه التغيرات بل في المشروعات الاقتصادية الحرة وذلك بصفتهم الفردية لا المؤسسية ، وتبرير وتمرير نظرية الاقتصاد الحر إنما تتم تحت الحرية الاقتصادية التي تتيح الإبداع والتقدم الاقتصادي مما يعود على الشعوب بالنفع ، حقا لقد استفادت شعوبنا التي أصبحت بفضلهم شعوبا استهلاكية وأصبحت الشعوب العربية تحت خط الفقر وناهيك عن انتشار الفساد في المؤسسات الخدمية وخاصة في مجال الصحة والتعليم وغيرها وذلك لكي يجد المواطن نفسه أمام خيار واحد وهو القطاع الخاص الذي يقدم خدمة ممتازة شكلا لاموضوعا وهنا تتم عملية الاستثمار أقصد الاستغلال فأصبح المواطن العربي يعاني معاناة كبيرة في حياته اليومية والأمور نحن جميعا نلمسها في الواقع .
ويدعي أصحاب الاقتصاد الحر أنهم ينادون بالفكر الحر وهذا بالطبع كذب صراح لأنهم لاتزداد ثرواتهم إلا على حساب الملايين من البشر وعلى حساب تعاسة البشرية واستغلال أزماتها واحتياجاتها . وأري أن الاقتصاد الحر ضد الفكر الحر فهما نقيضان لايمكن أن يتلاقيا مطلقا لأن الفكر الحر يزيد وعي الشعوب ويرتقي بها ويجعلها حريصة على مصلحتها التي هي بالضرورة ضد مصلحة الاقتصاد الحر لذلك نجد أن المسؤل الأول على الانغلاق الفكري والثقافي والاقتصادي هم أصحاب رؤوس الأموال .وهم من يحاول أن يزيد من وجود الخطاب الديني المتخلف والرجعي محاولا إخفاء النظرة التقدمية للأديان وأيضا هو المسؤل عن كبت الحريات واعتقال المفكرين وهو الذي يوعز للمتأسلمين أن يقوموا بتصفية المفكرين جسديا أو رفع قضايا الحسبة أو التفريق بين الزوجين عليهم حتى يكمموا أفواههم ويصرفوا عقولهم عن التفكير ( لك ولنا الله يادكتور نصر حامد أبو زيد ) .
والبعض قد يتساءل لماذا امتلأت السجون بالمفكرين وقتل بعضهم في ظل المجتمعات الاشتراكية العربية والتي تقلص فيها الاقتصاد الحر مثل التجربة الناصرية ؟ والإجابة أن الاقتصاد الحر تقلص دوره فقط في هذه الفترات بل ظل موجودا وهو الذي عمل على تفتيت هذه النظريات واستغلال نواقصها وعيوبها وما تم لم يكن نظريات اشتراكية بل نظريات أقرب إلى رأسمالية الدولة لذلك سرعان ما انقض رأس المال عليها واستغلها ببراعة .
قد يرد سؤال آخر لماذا تتم حرية الفكر في المجتمعات الأوربية رغم سيطرة الاقتصاد الحر عليها ؟ أولا المواطن الأوربي والأمريكي يعيش على استغلال الشركات متعددة الجنسيات التي تنهب ثرواتنا ولولا هذه الأسواق المفتوحة لهم في دول العالم الثالث النامي ( المتخلف ) لما كان هناك حرية فكر .
والدليل على ذلك لماذا تغزو أمريكا وحلفاؤها مجتمعاتنا فكريا واقتصاديا وعسكريا ؟ من المسؤل عن وجود دولة إسرائيل ؟ من الممول الحقيقي للمتأسلمين ؟ من الذي يساعد الحكومات الديكتاتورية ؟ من الذي يكيل بمكيالين على مرأى ومسمع المجتمع الدولي ؟ من الذي يعطل قرارات الأمم المتحدة باستخدام حق الفيتو ؟
لذلك أخلص إلى أن الحرية الفكرية على النقيض من حرية رأس المال فلا تلاقي مطلقا بينهما .